تقديم توفيق بكار
تقدم رجاء عالم في روايتها " خاتم" ذاكرة مكة المكرمة في العهد الهاشمي المتداخل مع العهد التركي ، إذ تمزج المكان والشخصيات والزمن والأحداث الغريبه .. في لغة تنبع من ذاكرة الكاتبة المندمجة مع ذاكرة سردية مندمجة كليا في ذاكرة العالم المكي الذي يوهج الكتابة ، فيحيلها إلى الانتماء إلى مدرسة الرواية الواقعية السحرية .
تدور أحداث الرواية في مدينة مكة ، في جبل هندي المطل على الحرم والقلعة التركية تحديدا دون تحديد الزمن الذي تدور فيه أحداث الرواية سوى أنه زمن ينتمي لحكم الأتراك في المنطقة .
وخاتم هو اسم بطلة الرواية ، الفتاة ذات الأربعة عشر عاما التي تولد لأب من الوجهاء الأغنياء (نصيب) والذي فقد أولاده الذكور في وقت كان الذكور فيه يفنون لأسباب أهمها حروب الأمراء المتعددة للسيطرة على الحكم ، وذلك الأب من شدة رغبته في وريث ذكر يخلفه وبعد أن لا يتوفر له ذلك الوريث عن طريق رابطة الدم يلجأ للرابطة الأخرى التالية وهي رابطة اللبن (الرضاعة ) فيتخذ ربيبا اسمه سند يرضع من أخت الشيخ ويكون بطلا رئيسيا في الرواية ورفيقا لابنته خاتم عندما تولد لاحقا .
تعيش خاتم في برزخ بين الذكورة والأنوثة ، ترتدي ثياب الذكر في المناسبات الدينية والجادة لتستبدلها بالمحرمة والصديرية في ما عداها وتتردد بين الحالتين : تحب الاطلاع على أسرار النساء ولكن لا تحب أن تعيش حياتهن ، لا تطيق أن تحجب ولا ترغب بأن تكون مكشوفة