اختارت دار الجنوب أن تضع بين يدي الناشئة وغيرها من القراء هذا الكتاب لأن " مقصده التبسيطي التربوي من مسألة جوهريّة في بناء الكيان السياسي واضحٌ، توصّل إليه المؤلّف - الفيلسوف الفرنسي فيليب دي جردان - بابتكار الوضعيّات وصياغة الافتراضات وابتداع التشبيهات."
فالكتاب كما يقول شكري المبخوت في مقدمته : " يُقرأ فيُمَتّع ويدعو إلى المشاركة في التفكير" لأنه يقدم قواعد اللعبة التي تسمح بـ «التعايش» الديمقراطي ويوضح فضائل المجادلة ونبل السعي إلى تفوق الصالح العام.
وتأكد اختيارنا عندما قام مجد مستورة بترجمته إلى اللهجة التونسية ساعيا إلى اعتماد لغة يصغي لها الجميع، ودعمته في هذا العمل، بالرأي والتنقيح، مجموعة من القراء الذين رافقوه حتى يصبح النص مهيأُ لكي يتقبله المتلقي في الفضاء العام التونسي، "يلقى في مقام غير مقام المطالعة كأن يمثّل على الركح مثلا. وهو ما تمّ فعلا بعد الاشتغال على البعد الحركيّ والإيقاعي فيه لترجمته مشهديّا."
كما أن الهدف من هذا العمل هو مَد جسور مختلفة للتحاور في مسألة "الشأن العام". لأن كل منحى يأخذه هذا النص سوى إن كان تحليلا أدبيا، أو رصدا للأحداث التاريخية، أو اقتباسا عن طريق الصورة والرسم، أو تعابير فنية أخرى، يمكن أن يجعل منه خيط وصل بين المؤسسات المدرسية والجامعية والثقافية على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
لذلك قررنا نشره باللغتين العربية والفرنسية حتى نعطي أحسن صدى لهذا العمل الجماعي بأبعاده السياسية والأدبية و الفنية.