أقوال الصحف
ناجية السميري , 24 Oct 2017 11:46
فصول هامة من تاريخ تونس كتبها فرحات حشاد وأحمد بن صالح
الكتاب جاء في حجم كبير ضم حوالي ثلاثمائة وثمانين صفحة مجزأة الى ثلاثة أقسام قدمها الأستاذ أحمد بن صالح وهي عبارة عن افتتاحيات جريدة «صوت العمل» بقلم المناضل فرحات حشاد (1947 /1948) والأستاذ أحمد بن صالح (1955/ 1956) نصوص تعكس لسان الاتحاد من خلال هذين الشخصيتين وتاريخ الاتحاد عند التأسيس ونضال قياداته لإثبات الوجود ثم مساهمة الطبقة الشغيلة لمختلف الأجيال في الكفاح الوطني وبناء وأسس الدولة الجديدة وتقديم رسالة حضارية لعميد المنظمات النقابية في إفريقيا والعالم العربي.
الكتاب يعكس فترة مهمة من تاريخ تونس تنعكس من خلال تأسيس الاتحاد سنة 1946 الى استقلال البلاد في 1956.
بين صفحات هذا الكتاب افتتاحيات جريدة «صوت العمل» كاملة بالإضافة الى تراجم ست وعشرين شخصية نقابية وسياسية.
في تقديمه لهذا المنشور ذكر الأستاذ أحمد بن صالح تحت عنوان «هل أحسنّا الانطلاق؟» بأن الجريدة كانت زمن حشاد حاملة لرسالة تغيرت بعد رحيله ذلك أنه كان يعمل على كشف الأوضاع وتحديد سبل تحريرها وطرق الانتصار على القوى الاستعمارية وتحقيق أسباب الانتصار والحرية وكان السبيل الى ذلك واضحا وجليا ويضيف: «أما نحن الذين خلفنا حشاد في منتصف الخمسينات فربما كانت مهمتنا أصعب وأوجاعنا أكثر لأن البلاء لم يكن الاستعمار بل الخلافات الداخلية في ما بيننا داخل القيادات الوطنية، فنحن سواء عشية الإستقلال أو بدايته...لم نحسن الانطلاق مع كل أسف» ومضى المقدم يشرح أسباب الخلافات والانقسامات التي أدخلت على الاتحاد جوا من التوتر حيث صار الوضع شبيها بالمصائب الحالية التي تعاني منها فلسطين وأضاف أن جريدة «صوت العمل» تحمّلت مسؤوليتها في تلك الظروف العصيبة حيث آمن الفريق الصحفي الشاب بأهمية التبليغ لوقاية المجتمع والمناضلين من التهور وتأجيج نار الانقسامات وفي هذا الجانب يقول الأستاذ بن صالح أن الجريدة لسان حال الاتحاد قد أدت رسالتها على أكمل وجه زمن حشاد ضد الاستعمار وبعد استشهاد حشاد خصوصا وأن الوضع العام في منتصف الخمسينات تميّزت بتراجع كبير في المد الوطني بالعودة الى الأخلاقيات العاميّة البسيطة التي تنساق وراء مثل «أعطيني اليوم واقتلني غدا...»
ويضيف مقدم الكتاب أنه يعتقد أن الاتحاد ساهم قدر مستطاعه في البرمجة لبناء مستقبل تونس رغم كل تلك العوائق وعمل على ترميم ما أهملته النخب التي أنهكتها مشاكل الحياة اليومية. وعن هذا الكتاب قال أنه أعاد الى الذاكرة الوطنية فصولا من تاريخ الشغالين معرفا بجريدتهم التي أسسها حشاد مبرزا ما امتازت به من وضوح في الفكر والمنهج ومن ثبات أمام الصعاب.
في كتاب «رسالة الاتحاد العام التونسي للشغل» افتتاحيات مبوبة بالتواريخ وتبعا لتفاعل كتابها مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها تونس في الفترات المذكورة آنفا منها ما كتبه حشاد في أوت 1947 عن الاضراب العام أو في نوفمبر حول كيفية تفهم الحكومة لواجبها نحو الشغالين أو عن الميزانية التونسية والمجلس الكبير وعن الحركة النقابية والسياسية في فيفري 1948 وعن الحركة النقابية في حياة البلاد وغيرها من النصوص المواكبة للحراك النقابي في بداية الاستقلال وكذلك ما كتبه أحمد بن صالح من افتتاحيات بنفس الجريدة بين سنتي 1955 و1956 عن المجلس القومي للاتحاد وخطابه في مؤتمر صفاقس في 19 نوفمبر وعن الحركة العمالية والسياسية وذكرى الكفاح والأمل في جانفي 1956 وبين التقاعس والإرهاب في فيفري والوسط والجنوب في جوان وتونس في جينيف وعن ابتهاج الهيئة الإدارية المتسعة بالقرارات السياسية أو عن يوم الجزائر وما كتبه عن الجنون الخطير الذي قررت فرنسا وبريطانيا التلبس به للقضاء على السلم وإعادة نار الاستعمار الى سعير تونس عندما عملت امتثالا لشركة استثمارية أن تهاجم مصر عن طريق دولة ما كان أحوجها الى الاعتدال لتتسع جبهة الحرب من الجزائر الى قبرص الى مصر والشرق العربي وتحاول الاتساع الى تونس ومراكش في قالب المناوشات والمناورات....
نصوص على غاية من الأهمية تؤرخ لمرحلة حساسة من تاريخ تونس قبل الاستعمار وبعد الاستقلال وما عرفته من نضالات مبرزة ما لعبته رموزها من أدوار في مقاومة كل أشكال الاستعمار والانقسامات والخلافات الداخلية والتي كان الاتحاد التونسي للشغل عاملا أساسيا في التهدئة والتوعية وتقوية الواعز الوطني عاملا على وقاية المجتمع من التهور والدخول في خلافات جانبية كانت البلاد في غنى عنها في تلك الفترة العصيبة.
|
|