«كتاب سالم المنصوري» رسالة الاتحاد العام التونسي للشغل، 1946 - 1956 الصادر عن دار الجنوب للنشر في اكتوبر 2013، هو محاولة لنفض الغبار عن فترة مهمّة في تاريخ الحركة النقابيّة التونسيّة الناشئة والحركة الوطنية بوجه عام، وذلك من خلال إدراج سلسلة من الافتتاحيات والمقالات التي كانت تنشرها جريدة «صوت العمل» لسان الاتحاد العام التونسي للشغل، (1947 - 1956) وجلها صادر عن الزعيم فرحات حشاد، مؤسّس الاتحاد، في مرحلة أولى، وأحمد بن صالح الذي تولّى في مرحلة ثانية إدارة الجريدة بصفته أمين عام المنظمة الشغيلة.
هذا الكتاب أراده مؤلفه دراسة مونوغرافية حول جريدة »صوت العمل» تقدم فيها مجموعة نصوص الافتتاحيات كاملة للباحثين والدارسين المهتمين بتاريخ وظروف الحياة النقابية في العشرية التي سبقت استقلال البلاد...»
يقول الاستاذ المنصوري، الباحث في العلوم الاجتماعية، في تقديمه للكتاب: إنّ جريدة «صوت العمل» من حشاد إلى بن صالح، أدت دورها كأحسن ما يكون الأداء في المتابعة الإعلامية لبناء قلعة المنظمة الشغيلة وتدعيم أركانها وتقوية عودها وجعلها حصينة على مرِّ الأجيال، صامدة ٲمام زوابع الزمان، وقد استمد قادتها قوّة العزيمة في نضالهم من آمال المستضعفين وتطلعات الكادحين وبؤس البطالين وزفرات بؤساء الأزقة والأكواخ ...
يتصدر الكتاب تقديم بقلم السيد احمد بن صالح (فيفري 2012) الذي ذكر بـ«الظروف العصيبة» التي حفت بتوليه في منتصف الخمسينات، خلفا لحشاد، مسؤولية إدارة الصحيفة.
يقول بن صالح في هذا الصدد:«كان لجريدة «صوت العمل» في زمن حشاد رسالة تغيرت بعد رحيله؛ حشاد عمل على كشف الأوضاع وتحديد سبيل تحريرها وطرق الانتصار على القوى الإستعمارية وتحقيق أسباب الانتصار والحرية... وكان السبيل إلى ذلك واضحا جليا. أمّا نحن الذين خلفنا حشاد فربما كانت مهمتنا اصعب وأوجاعنا ٲكثر لٲن البلاء لم يكن الاستعمار بل الخلافات الداخلية في ما بيننا داخل القيادات الوطنية، فنحن سواء عشية الاستقلال أو بدايته... لم نحسن الانطلاق مع كل أسف...
رسالة الاتحاد العام التونسي للشغل 1946 - 1956 لسالم المنصوري إصدار دار الجنوب - أكتوبر 2013