جبل العنز…اية قرية هذه!  بطاطا جيدة ورجل يعيش في أوهام لذيذة ونساء يعشقن في صمت

هذه آخر عبارة في الفصل التاسع من رواية جبل العنز نضيف اليها بطل الحكاية فنقول ومعلم صبية جاء لانارة الرؤوس انتهى فيها قاطعا للرؤوس

تنطلق أحداث رواية جبل العنز بتعيين معلم في قرية تدعى  جبل العنز تبعد عن أحراش قرية العلا  التي تبعد عشرات الكيلومترات عن عاصمة الأغالبة  مدينة القيروان حتى لكان جبل العنز فصلت عن الدنيا وابتعدت عن الصخب والضجيج وليس لها من المرافق غير مدرسة ابتدائية وكان أهلها لايمرضون إذ لا وجود فيها إلا لمدرسة ابتدائية والمدرسة ليس فيها سوى قسم واحد والقسم لايسيره إلا معلم واحد تماما مثل جبل العنز الخاضعة لسلطة رجل واحد يحلم أن يحولها إلى مدينة فأتخذ لنفسه قصرا  وابتنى مدخلا حديديا للقرية  واحتال على سكان القرية حتى يبيعوه محصول البطاطا الذي يعتاشون منه فصاروا أشبه بالعنز الذي يرعى في زريبة واجتلب لهم عسسا وحراسا حتى لا يحيدوا عن أمره واستدعى لهم فرقة موسيقية حتى يكون سبب سعادتهم وهم دونه لاحول لهم ولا قوة يسبحون بحمده 

إسماعيل الفاتح الناطق المفكر المدبر الأمر الناهي تقابله سلطة المعلم  الوافد لتنوير العقول وايقاظ الهمم وتنبيه الغافلين  فتصطدم السلطتان لينتهي المعلم نهاية البطل الاشكالي عندما يخوض صراعا غير متكافىء 

يحاول المعلم الفرار من جبل العنز الذي أصبح على رحابته معتقلا يتصرف فيه إسماعيل فيطارد المعلم شبحا تبدى له لينتهي إلى سبيل مغلق أمامه يضطره حتما للعودة  صاغرا مسلما

كانت المواجهة بين الطرفين أثر العودة ولأول مرة يبوح إسماعيل بحبه للمعلم ويعلمه أن قساوته عليه ومقاومته لم تكن إلا بسبب تهديده لمصالحه 

البوح الذي جاء متأخرا لم يثن المعلم عن التقدم بثبات ليغرس سكينا في قلب إسماعيل ويقتل معه حكاية وينهي أمرا معلقا وربما يحرر  جبل العنز ويرفع عنه هيمنة الكابوس الذي يدعى إسماعيل الذي حقق أحلامه بمصادرة أحلام أهل جبل العنز 

الرواية  رمزية وغنية بالاشارات  صادرة عن سلسلة عيون المعاصرة التي يديرها الأستاذ توفيق بكار وهي جديرة بالقراءة والمطالعة

جبل العنز من عيون ادبنا المعاصر