كتاب يطرح الكثير من الجدل ولايجعلك تطمئن إلى تحليله قدر ما تشعر بالحاجة إلى مناقشة ماورد بين صفحاته لأن صاحبه اتخذ موقفا معلنا منذ البداية ولم يختر الحياد ! ربما نجد له أعذارا في ذلك سببها طلب الحسم والتوصل إلى فصل المقال في مسألة رجراجة
هل للإسلاميين طرحهم الاقتصادي ورؤية وبرنامج ؟ ماهو موقفهم من النظامين الاقتصاديين الاشتراكي والراسمالي؟ ماهي البدائل المفترضة في صورة رفض النظامين الاقتصاديين ؟ كيف تناول رؤوس التنظير للحركات الإسلامية المسألة الاقتصادية ؟
هذه المسأءلات يخوض فيها الباحث رضا خالد بجرأة كبيرة مستدعيا مرجعيات الحركات الإخوانية مثل أبو الأعلى المودودي وعلي شريعتي ومحمد باقر الصدر وحسن البنا وسيد قطب وخالد محمد خالد ويضع نظرياتهم واطروحاتهم على محك الدرس مقابلا إياها بالتجارب الحاصلة في السودان وإيران وصولا إلى تجربة حزب العدالة والتنمية التركي وتجربة اعتناق الإخوان للبيرالية الجديدة
يقر الباحث في كتابه الصادر عن دار الجنوب للنشر أن البعد الاجتماعي للإسلام يبدو جليا سواء في تعاليمه أو في تشريعاته غير أن الجماعات الإسلامية الأصولية تعلقت معارضتها للنظم الاجتماعية الناشئة بعد الاستقلال بالاطار المرجعي أكثر مما تعلق بالأسس الاقتصادية والاجتماعية
لقد ناقش الباحث في كتابه عديد المسائل التي سكت عنها العديد ممن نظروا للإسلام السياسي حيث كانوا يناقشون أنماط الاقتصاد المتبعة من خلال الأنظمة والحكومات التي يناصبونها العداء فيرون اخطاءها ولا يبصرون صحة خياراتها فيطرحون بدائل واهية لاتصمد أمام الواقع
لقد وفر مايسمى بالربيع العربي للإسلاميين فرصة اكتشاف عدم ثبات تصوراتهم وعجزهم عن تسيير المجتمعات التي تاقوا لحكمها فابانوا عن عجز كلي مما جعلهم يخسرون حتى الرصيد النضالي الذي راكموه لسنوات
الكتاب عنوانه الإسلام بين الرأسمالية والاشتراكية لصاحبه رضا خالد وهو صادر عن الجنوب للنشر وحري بالقراءة لمحتواه الجيد والمفيد