فتح الكاتب التونسي محمود طرشونة، من خلال روايته الجديدة "باب النور"، ثغرة جديدة، ينفذ من خلالها مناطق معتمة في محاولة لإلقاء الضوء على واقع قاس يشتت الإنسان ويدفعه إلى الهروب بحثا عن الخلاص وتشبثا بحبل النجاة، باعتبار "الحياة حق، والمتعة حق، والجسد حق".
"باب النور" رواية تتناول قصة 8 فتيات مسيحيات من مصر والسودان والأردن وفلسطين ولبنان وفرنسا والبوسنة ورومانيا، هربن إلى دير "دار الرجاء" وسط مدينة تونس العتيقة بحثا عن ملاذ آمن هربا من هول ما عانين من مآسٍ وتجارب مريرة.
وكما دخل أخوة يوسف مصر من أبواب متفرقة، تدخل كل فتاة من أحد أبواب مدينة تونس العتيقة، إذ جاءت الأولى تجر قصتها والثانية تجر قدميها والثالثة حكايتها والرابعة خيبتها والخامسة شهادتها والسادسة قضيتها والسابعة إحباطها والثامنة رعبها.
ويخترق طرشونة في روايته عالم المسيحية الذي لم يتطرق إليه إلا القليل من الكتاب العرب المسلمين محاولًا الكشف عن الأسباب التي تدفع فتيات للزهد في زينة الحياة واختيار الترهب ليكشف مآسي اجتماعية ومعاناة إنسانية بدت مألوفة لحضورها القوي في حاضرنا.
الرواية صدرت، قبل شهور قليلة ضمن سلسلة عيون المعاصرة عن دار الجنوب للنشر في تونس، في مطبوع من 200 صفحة.