شارك الاستاذ الجامعى والروائى محمود طرشونة فى الدورة السادسة للملتقى الادبى الاوروبى المغاربى الذى التام بالعاصمة الجزائرية يومى 28 و29 اكتوبر 2014 ببادرة من الاتحاد الاوروبى.
وبلغ عدد الكتاب المشاركين فى هذه الدورة 20 كاتبا من تونس والجزائر والمغرب وايطاليا واسبانيا والسويد وفنلندا وكرواتيا ورومانيا واليونان والمجر وبلجيكا علما وان هذه الدورة اتسعت لتشمل تونس والمغرب بعد ان اقتصرت فى دوراتها السابقة على الجزائر وعدد من البلدان الاوروبية , وانطلق الحوار فى هذا الملتقى من شعاره المستوحى من قولة للكاتب التشيكى ميلان كوندرا اخذت من عنوان احدى رواياته الحياة فى مكان اخر وهو فى الاصل احد شعارات حركة ماى 1968 التى ثار فيها الطلبة والعمال على مجتمع الاستعهلاك.

ووقع تفصيل الموضوع العام الى ثلاثة محاور تتعلق بالبعد المكانى والبعد التاريخى والبعد الروحى.
وافاد الاستاذ محمود طرشونة فى تصريح ل انه اختار البعد الثالث لوجوده بوضوح فى روايته الجديدة باب النور وهى قيد الطبع حيث تناول فيها موضوعا لم يتطرق اليه من قبل فى الرواية العربية مشرقا ومغربا حسب تعبيره, وتستعيد باب النور احداث تتعلق بحياة مجموعة من الراهبات العربيات والاوروبيات فى دير جمعهن بالمدينة العتيقة بتونس.
وروت كل منهن حكايتها واسباب ترهبها.
وتبين من خلال سردهن لتفاصيل حياتهن ان الاردنية هاجرت هروبا من تسليط عقوبة الرجم حتى الموت عليها وجاءت الفلسطينية فرارا من القمع الاسرائلى والقبطية للابتعاد عن المواجهات بين المسلمين والاقباط واللبنانية من الحرب الاهليةالطائفية والسودانية من المعارك الانفصالية والرومانية من تسلط الحزب الشيوعى على المتدينين والفرنسية نتيجة خيبة وياس جراء قصة حب فاشلة واخيرا الكرواتية التى غادرت بلادها بسبب حرب التطهير العرقية فى البوسنة.
وتعد تجربة الكرواتية وهى ممرضة متطوعة لعلاج الجرحى من كل الطوائف والاعراق تجربة روحية متفردة اذ مرت بمراحل متعددة قبل ان تبلغ باب النور لقد انتابها الشك فى جدوى كل الشعائر امام عظمة الكون واشراق السماء ليلا وتوهج النجوم وصفائها والتى مثلت فى رايها نواميس كونية وهديا للانسان حيثما كان, واكد الكاتب التونسى ان هذا الملتقى الادبى يعتبر فضاء للحوار الثرى بين الكتاب المغاربة والاوروبيين بما يساهم فى تبديد الكثير من سوء التفاهم بين الشمال والجنوب والافكار المسبقة الموروثة عن الصراعات الكبرى منذ الحروب الصليبية