كتاب جديد، كتاب آخر باللغة الفرنسية للكاتب والمفكّر توفيق بن بريك عنوانه: «نيويورك ضاحية مدينة تونس» الكتاب لا يختلف عن كتب بن بريك السابقة التي نشرت بعد الثورة، كتاب متفجر مثل قنبلة يدوية مجنون وقح بلا وقار ولا حدود.

لكنّه أليف بشخوصه القريبة المألوفة. لذيذ في مذاقه رغم الحموضة التي يتركها في النفس وإحساس طعم الرّماد على اللسان.
لا تبحثوا في كتاب بن بريك الجديد عن حكاية جميلة ولا عن أدب «راق» ذلك لا يعنيه وهو ليس الأهم في ما يكتبه عموما وفي هذا الكتاب خصوصا. بن بريك يكتب من بنات أفكاره ومن بنات مفرداته ومن حساسيته المتفردة المتمرّدة على كل الضوابط الأخلاقية والجمالية الملائمة أو الاصطلاحية أو المتفق عليها، ومن «ثورته الدائمة» على الصّغارة والحقارة وعلى التسطيح والابتذال والتفاهة.
من أجل كل ذلك يمكن اعتبار توفيق بن بريك كاتبا كبيرا لأنه ذاتي حدّ التجرّد محلي حد الكونية. صادم، مزعج فاضح لكنه بالتأكيد فحل في المعنى العربي القديم أي المولّد للمفردات والصور والأحاسيس.
توفيق بن بريك من آباء الثورة وكان من أكثر من دفعوا ثمن الرفض والصمود. لم يبحث عن مكافأة لم ينشد كرسيا لم يطلب مجدا.
فقط أراد أن يكتب وفي ذلك احتفال بالحرية التي أرادها وضحّى من أجلها وكان أول من شامَ صباحها.
ولكن لماذا يكتب توفيق بن بريك؟
إنّه يكتب لـ«يرفع كل الحواجز» مثلما يقول الفرنسي «جون جوناي»، ويكتب ليكذب ويكذب ليعيش.
لقد اختار توفيق بن بريك أن يعيش ليكتب ـ لا أن يكتب ليعيش ـ وليتقدم بمجتمعه غصبا دون رضاه ورغم أنفه إنه كاتب كبير.

لا تتخلفوا عن حفل تقديم كتابه الجديد غدا على الساعة العاشرة بقاعة أحمد التليلي بمقر اتحاد الشغل الأستاذ الفيلسوف يوسف الصديق سيتولى التقديم.